واضح لكل عين ثاقبة البصر ان اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله.. بالزوجة الاردنية بصفة خاصة وبالاسرة الاردنية بصفة عامة.. هو اهتمام هاشمي بامتياز من صفات الهاشميين ..يرجع الى التعاليم الكريمة التي جاءت بها الشريعة الاسلامية الغراء ..سواء الانوار التي وردت في القران الكريم اوالسلسلة الذهبية للاحاديث النبوية الشريفة ..التي امرنا بها سيد المرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث عشرات الايات القرانية التي تأمرنا بمعاملة الزوجة معاملة لائقة.. فاذا تعذر ذلك فما اروع النور الالهي الذي قال (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) صدق الله العظيم . هذا التنزيل الالهي ورد قبل اكثر من 1400 سنة. .ان ديننا الحنيف لم يأمرنا بالايذاء الجسدي الذي نراه هذه الايام من بعض الازواج الجاهلين.. الذين يشبهون الذئاب في تصرفاتهم مع زوجاتهم ..بل هم فعلا ذئاب بشرية .وما اروع الاية الكريمة ..التي تحكم العلاقات الزوجية وهي ، ، (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ).. الزوجات للسكن إليهن لا لايذائهن بالضرب المبرح.. وكسر الايدي والارجل..بل يجب ان تكون الرحمة فيما بينهم. بعكس ما نراه هذه الايام من بعض الازواج المعوقين.. ولا نجد انسب من هذه الصفة.. خاصة اذا كان الزوج مهندسا او طبيبا اوما شابه.. ممن يحملون الشهادات الجامعية التي افرغوها من معانيها بتصرفاتهم الطائشة الحمقاء تجاه امهات اولادهم وحافظة اسرارهم ..،، والعجيب انهم يؤيدون تصرفاتهم الحمقاء بالاستشهاد بالقران الكريم فقد تناقشت مع احد هؤلاء وفوجئت بقوله ان القران الكريم ورد فيه (الرجال قوامون على النساء)..،وهم بذلك يؤكدون جهلهم فهم يقرأون نصف الاية الكريمة فتكملتها (الرجال قوامون على النساء بما انفقوا) ..وهم كمن يقول ولا تقربوا الصلاة ..؟ ولا يكمل الاية الكريمة وهي (ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى) .صدق الله العظيم.
نعلم ان جلالة الملكة رانيا العبد الله مهتمة كثيرا بهذا الموضوع الملتهب وبدون مبالغة المرعب ان المرء يشعر بسكاكين تمزق فؤاده.. وهو يسمع ويرى مثل هذا العنف ضد المرأة.. بدون اي سبب فالبعض يكسر يد زوجته والبعض يكسر ساق زوجته ..والتقارير الطبيه تملأ قاعات المحاكم ..حسبي الله ونعم الوكيل .ومنذ مدة ليست بعيدة تشاجر زوج مع زوجته في الشارع العام.. ثم قام بضربها ضربا مبرحا وهي تستغيث ..حيث تدخل المارة لانقاذها..؟ وفجأة قام الزوج الهمام بالقاء يمين الطلاق عليها بالثلاثة..في الشارع العام ..والمفاجأة الكبرى كانت عندما ذهبت هذه السيدة الي القضاء مطالبة بحقوقها الشرعية وسئل الزوج عن اسمه ثم عن مؤهلاته اجاب.. بانه يحمل درجة دكتوراه في الهندسة من امريكا..؟؟ بالله اي شهادة هذه ..؟وما قيمة الشهادات اذا كانت العقول جاهلة ..؟ ولقد استجاب سماحة قاضي القضاة الدكتور احمد هليل.. لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في حماية المرأة الاردنية.. حيث قام سماحته باجراء مشاورات لاجراء بعض التعديلات على قانون الاحوال الشخصية..ثم قام سماحته باعداد مشروع قانون جديد للاحوال الشخصية.. وساهمت في هذا الاتحادات النسائية والجمعيات الاردنية والمثقفات في هذا الوطن الغالي..الخ وطالعتنا الصحف على مسودة قانون الاحوال الشخصية الجديد الذي رفعه سماحة قاضي القضاة الي مجلس الوزراء الموقرلمناقشته واقراره ثم اتخاذ الاجراءات الدستورية وسريانه بعد ذلك .وواضح ان القانون الجديد فيه بعض المواد الجديدة التي لم تكن في القانون السابق مثل سن الحضانة....والاهلية وسن الزواج ..الخ..ومن ناحية اخرى تعدلت مادة الشقاق والنزاع التي كانت ترفعها الزوجة بطلب الطلاق نتيجة للشقاق والنزاع واستحالة الحياة الزوجية فاصبحت اجراءات الاثبات اسهل.. واصبحت الزوجة تستحق مؤخر مهرها المسجل في عقد الزواج كاملا..، كما اصبحت الحضانة للزوجة.. في نفس بيت الزوجية الذي كانت تقيم فيه قبل الطلاق او في منزل مثله ..الخ .ونحن سوف نكتب ملاحظاتنا القانونية عن مشروع القانون في مقال لاحق باذن الله اذا بقي في العمر بقية..،
ففي القانون المقترح ومضات عصرية حضارية بدون شك لصالح الزوجة عملا برؤية جلالة الملك عبد الله حفظه الله وانسامجا مع التاريخ الهاشمي في الحفاظ على المرأة خاصة اذا كانت متزوجة فان المحافظة على الزوجة يصب في مصلحة المجتمع ويخلق اسرة متماسكة قوية فالام هي المدرسة الاولى للاطفال .ومن هذا كله يتضح ان كبار المسؤولين في الدولة اصبحوا يشعرون بما تقاسيه المراة الاردنية من اجحاف خاصة في الاحوال الشخصية....،، فان المراة الاردنية اخذت حقها في المجالات المدنية والسياسية.. فاصبحت تتولى مناصب قيادية في الدولة فاصبحت.. وزيرة وسفيرة ومديرة ..،كما اخذت موقعا متميزا في الحياة التشريعية فانتخبت المرأة في البرلمان واصبحت نائبة.. كما اصبحت عينا في مجلس الاعيان . وكذلك الحال في السلطة القضائية فقد اصبحت المرأة قاضية واثبتت كفاءتها ومقدرتها في كل المجالات ..الا ان العنف ضد المراة مهما كان اسمه.. سواء كان عنفا جسديا ..او نفسيا.. او اجتماعيا.. العنف بكافة اشكاله بقي شبحا اسود يطل براسه مع الاسف الشديد ..والعنف ضد المراة موجود للاسف عند معظم طبقات المجتمع بالرغم من انه مرفوض جملة وتفصيلا..، ولا يمارسه الا المعاقون والذئاب البشرية ..ونعتقد ان العنف الجسدي من الزوج ضد زوجته اذا تسبب بكسر في الجسم ..فانه يجب ان يكون سببا للطلاق مثل المرض او الغيبة او السجن ..الخ .بل يجب ان يعاقب الزوج الذي يرتكب مثل هذه الافعال بحسب قانون العقوبات الاردني . حفظ الله الاردن من كل مكروه وابعد عنه العنف ومرتكبيه.
Komentáře