top of page

حرب انابيب غاز.. ام صراع طائفي ..في سوريا..؟


حرب انابيب غاز.. ام صراع طائفي ..في سوريا..؟

اذا رجعنا قليلا بالذكرة فان التاريخ مدرسة لكل من يرغب في العلم.. فما هي الاسباب الحقيقية للحرب الطاحنة في سوريا منذ خمس سنوات حتى الان.. وهي تزداد دموية وشراسة كل يوم والضحية هو الشعب السوري ..؟ نرجع فترة من الزمن قبل الاتفاق النووي الايراني مع الدول الغربية وهي المسماة 5*1. ما هي الاسباب الخفية التي ضاعت وسط الصخب الاعلامي الملوث بدماء الشهداء..؟ ان وقفة صريحة مع النفس تبين لنا ان كل ما قيل ويقال عن المؤامرة وعن الحرب الطائفية.. وعن القتال بين السنة والشيعة.. ان هذه الاقاويل كلها غير صحيحه وهي لمجرد تبرير استمرار نزيف الدم العربي الاسلامي فقط .اعتقدنا ان عاصفة الصحراء التي هبت علينا ابان غزو العراق الشقيق.. هي اخر العواصف الجهنميه.. التي سوف تهب علينا ولكن ما لبثت ان هبت علينا عاصفة ثلجية..غيرت المناخ في المنطقه وحمدنا الله على انها انتهت بسلام .ولكن يبدو ان العواصف لن تنتهي.. عندنا فما لبثنا مدة قصيرة في عمر الزمن حتى شهدنا عاصفة ترابيه.. اثارت الغبار والرمال والاتربه في كل مكان وكان تاثيرها مزعجا فقد حجبت الرؤية.. عن عيوننا وليتها وقفت عند هذا الحد بل هذه العاصفه اللعينة حجبت الرؤية الصادقه.. عن عقولنا فانحرفت البوصله.. في تفكيرنا ولم نعد نرى الامور على حقيقتها.. بل اختلطت الرؤية ثم اختلطت الاوراق على المسرح السياسي.. فاصبحنا بعد العواصف في دوامة الحرب.. التي قال عنها البعض انها اصبحت الحرب الطائفية.. متجهين الي الحرب الدينة المروعه ..!فلا يخفى على احد ان الحروب الدنيويه تنتهي بنصر احد الفريقين المتحاربين وهزيمة الاخر اما الحرب الدينيه فهي تخرج من يد البشر.. ويحكمها القانون الالهي الذي يتمسك به المتشددون.. وهو نتيجة واحدة لا تقبل النقاش فاما النصر او الشهاده .وهذا ما نخشى ان نكون قد وقعنا فيه بالنسبة لما يجري في سوريا الششقيقه. فهل هي الحرب بين السنه والشيعه ..كما يقول البعض ؟ او انه مجرد هوس في العقول اصاب الجميع ..؟ واذا كانت كذلك – لا سمح الله – فانها تكون الحرب الدينة التي ليس للبشر سلطان عليها .الا ان الحقيقه التي غفلنا عنها بسبب العواصف المتكررة التي هبت علينا : هي ان انابيب النفط وانابيب الغاز.. هي السبب في هذه الحرب الطاحنة .واولها بدأ من خط النفط من ايران ..؟ فمما لا شك فيه ان الهجمة الامريكية الشرسه التي كانت مفروضة على (ايران) والعقوبات التي كانت مفروضة عليها والحصار الخانق على موانئها اصاب صناعة النفط.. في مقتل خاصة وانه المورد الاساسي في الميزانية الايرانيه. مما جعل ايران في هموم لا طاقة لها بها بعد ان اضطرت اكبر الدول المستورده للنفط الايراني.. وهما الهند والصين الي تخفيض مشترياتهما بمقدار 70% تنفيذا للعقوبات الدوليه المفروضه على( ايران) من مجلس الامن الدولي.. مما اجبر ايران على اعطاء سعر خاص لنفطها كما اعلن وزير البترول الهندي السيد( ام.فيرايا مويلي) بان بلاده تشتري النفط الايراني بسعر تفضيلي هوناقص 2 دولار في البرميل عن السعر العالمي .واخيرا بدأت ايران تبحث عن مخرج من هذه الازمة الصعبه التي عصفت باقتصادها وعملتها انخفطت اكثر من النصف .. ثم وجدت الحل في مد انبوب للنفط.. من الاراضي الايرانيه مرورا بالاراضي العراقيه.. ثم الي الموانيء السوريه على شاطيء البحر الابيض المتوسط.. وتحديدا ميناء اللاذقيه السوري.. ومنها الي اوروبا ..!

بدأت المحادثات الايرانيه العراقيه سنة 2010 بشان الاقتراح الايراني وهو مد انبوب للنفط فوق الاراضي العراقيه الي الحدود السوريه ..فسافر وفد ايراني الي العراق رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجيه الايراني (علي اكبر صالحي ) ووزير النفط الايراني(رستم قاسمي)ومعهم قائد الحرس الجمهوري (الفريق محمد علي الجعفري )مع عدد من الاداريين والمختصين حيث استقبلوا في العراق استقبالا طيبا وبدأت المباحثات بين الطرفين وفجأة اندلعت الثورة السوريه.. تطالب بالحريه وبالقضاء على الفساد في البلاد.. وكان سقف المطالب الثوريه يرتفع كل يوم الي ان وصلت حد المطالبه بعزل الرئيس بشار الاسد.. ثم بطرده او رحيله.. وتحولت الثوره السوريه.. من ثورة سلمية الي ثورة مسلحه..ويعلم الجميع ان الكوارث التي حصلت في( العراق) من بعد الغزو الامريكي الي العراق الشقيق سنة2003 وانهيار نظام الرئيس (صدام حسين) انتقلت الكوارث الي سوريا.. في ثورة مسلحة كانت نتائجها اكثر من 200000مائتي الف قتيل وعشرات الالوف من الجرحى.. واكثر من ستة ملايين لاجيء سوري في انحاء الكرة الارضيه.والعدد يزداد يوميا .فقد بدأ الهوس السني الشيعي.. يأخذ ابعاده ويتمترس كل جانب حول الطائفيه البغيضه .وفي الحقيقه لقد اصطدم الانبوب الايراني مع الانبوب القطري ..؟فان قطر.. عندها مخزون هائل من الغاز.. وترغب في نقله بسرعة الي شواطىء البحر الابيض المتوسط ..وارتكز الانبوب القطري على الفكرة التي طرحها (هنري كيسنجر) وزير الخارجيه الامريكيه الاسبق سنة 1975 وهي اتفاقية انبوب السلام.. والتي سميت في ذلك الوقت( بمشروع حيفا )وهي تمديد انبوب الغاز القطري من خلال السعوديه وصولا الي (حيفا) على شاطيء البحر المتوسط. . وهي فكرة لتثبيت السلام وتأمين حاجة اسرائيل من الغاز.والعجيب كأن التاريخ يعيد نفسه.. فعندما قامت القوات( السوفياتيه) باحتلال افغانستان في الثمانينات من القرن الماضي اندفع المجاهدون.. من كل البلاد العربيه لمحاربة الشيوعيين الملحدين والكفار ..الخ. وبدأ المد الديني بشكل عجيب وصدق من قال( الدين افيون الشعوب )ولم يعد سرا ان قوافل المجاهدين كانت تتدفق على افغانستان بتاييد ودعم من الولايات المتحدة الامريكيه..بالرغم من انه لبس رداء الدين ..! ونحن نرى نفس المشهد.. يتكررفما اشبه اليوم بالبارحه.. الاف المقاتلين يتدفقون على سوريا من كل الجنسيات بحجة انهم سنه.. يقاتلون فئة من العلويين الشيعه.. حكموا سوريا. ولا نعلم الهدف الحقيقي لهم..؟ بالرغم من ان الهدف المعلن هو محاربه الشيعه.. المعتدين الظالمين..الخ.ويتساءل المرء هل هناك فرق بين السنه والشيعه ..؟ السنه والشيعه يؤمنون بان الله واحد.. والرسول واحد والدين واحد..حتى ان رجال الدين الشيعه غيروا في شكل عمائمهم لتكون من اتنتى عشر لفة.. تيمنا بالائمة الاثنى عشر من ال بيت الامام على بن ابي طالب.. كرم الله وجهه الذي لم يعبد صنما ولم يسجد لغير الله. ترى الي متى سوف بقال عنا.. يا امة ضحكت من جهلها الامم….!!!

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

Comments


bottom of page