العلاقة الخفية بين حزب اللـه وداعش والنصرة
المعارك العسكرية شديدة القصف تدور من حولنا الا انها ليست الوحيدة فيبدو ان هناك معارك وهمية..شرسة تدور في نفس الميدان. واختلط الحابل بالنابل كما يقولون في الامثال . فلم نعد نعرف المعارك الحقيقية الشرسة.. من المعارك الوهمية الضارية. وبداية نؤكد اننا لا ننضم الي اي جهة محاربة.. ولا نتهم اي فصيل محارب.. ولا توجد لنا اي عداوة مع اي احد كائنا من كان . ولكنه البحث عن الحقيقة التي اصبحت مدفونة تحت الركام مع مئات جثث الشهداء.. من اخواننا العرب والمسلمين لقد كتبنا اثناء معركة(الموصل) وتساءلنا اين جثث المقاتلين الذين قتلوا من عصابة داعش الاجرامية..؟ وتساءلنا اين صور الاسرى من اعضاء داعش الذين ذكرت المحطات الفضائية عن سقوطهم اسرى.. بايدي القوات المتحاربة..؟ ولم نجد شيئا بل لم نسمع جوابا. مما جعلنا نعتقد ان(داعش) ليست الا معركة وهمية من اجل تدمير العراق.. وسوريا ..وباقي العالم العربي. الا ان شيئا جديدا ظهر في الافق وهو نراه لاول مرة منذ قيام ما اطلق عليه الربيع العربي وتحديدا الثورة السورية سنة 2011 وهو بحق (عنصر مفاجئ) يستحق الوقوف عنده كثيرا والتعرف على خلفياته ومعرفة العلاقات التي تربطه ونقصد بالعنصر المفاجئ عنصر (المفاوضات بين حزب الله) مع اكبر حركتين ارهابيتين في العالم وهما داعش والنصرة ..وكأن المفاوضات هبطت من السماء بطبق من ذهب . عرفنا حركة داعش او الدولة الاسلامية ورئيسها الذي اطلق على نفسه لقب امير المؤمنين منذ انطلاقها بعد الغزو الامريكي الى العراق الشقيق وهي تمتاز برجال اقوياء مسلحين تسليحا حديثا..ومدربين تدريبا ممتازا .الا انها من اعنف الحركات الارهابية التي شهدناها في هذه الايام.. فهي لا تبالي بالقتل وبالتدمير وبحرق الانسان حيا ..وباختصار هم مصاصو الدماء الجدد ولم تسلم اي دولة وصلوا اليها عربية او اوروبية او امريكية..الخ. من ارهابهم الشنيع. نعلم ان( داعش) تمددت.. فاحتلت اجزاءا كبيرة جدا من العراق واحتلت مساحات شاسعة من الاراضي السورية .والاراضي اللبنانية في (جرود بعلبك) والقاع وقامت بخطف 9 من رجال الجيش اللبناني منذ سنة 2015 ولم يعرف احد مصيرهم. اما حركة (النصرة) فهي حركة ارهابية وهي الشقيق التوأم لحركة (داعش ) وهي لا تقل عنها قساوة وارهابا. واحتلت ارضا في لبنان في (جرود عرسال) وانها دخلت في معارك ضارية مع (حزب الله) اللبناني واسرت خمسة من رجاله 2015واحتفظت بهم اسرى لديها. ولقد قرر حزب الله في الشهر الماضي..القيام بعملية عسكرية كبيرة ضد (حركة النصرة) بقصد تحرير الاراضي اللبنانية واسترداد جنوده الاسرى وجثث الشهداء من جنوده. وفعلا خاض هذه المعركة ولم يشرك الجيش اللبناني في المعركة وبعد قتال عنيف فوجيء جميع المتابعين لهذه المعركة بوقف اطلاق النار (واجراء مفاوضات) بين الطرفين اي بين (حزب الله ) وحركة النصرة (جبهة فتح الشام)..؟ نعم مفاوضات. تساءل العالم كله هل حزب الله يجري مفاوضات مع الارهابيين ..؟ خاصة وان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله سبق له في خطاب تيلفزيوني من تلفزيون المنار ان حرم المفاوضات مع حركة داعش واي حركة ارهابية اخرى..ودعا بعنف شديد وبلهجة حازمة الى قتلهم او اعتقالهم ومحاكمتهم باعتبارهم قتلة ومجرمين..؟ ماذا جرى ..وفعلا تمت (المفاوضات) بنجاح وانسحب جميع مقاتلي جبهة النصرة من الاراضي اللبنانية ومعهم 8000 ثمانية الاف من عائلاتهم ومن المدنيين الموجودين في لبنان وركبوا حافلات سورية مكيفة وذهبوا الى (ادلب) بحراسة قوات من حزب الله ومن النظام السوري.اضافة الي 3 مقاتلين من جبهة النصرة كانوا يحاكمون امام القضاء اللبناني ولكن افرج عنهم من سجن (رومية) اللبناني وغادروا لبنان الى (ادلب)..بحسب شروط (النصرة) وهي المدينة التي اختارتها جبهة النصرة.وتعهد حزب الله بايصالهم سالمين ..؟ وكان مقابل هذا افراج جبهة النصرة عن (خمسة اسرى) من حزب الله عادوا واستقبلوا استقبال الابطال اضافة الى.. بعض جثث شهداء حزب الله..رحمهم الله. كان هذا محيرا... بل وضع علامة استفهام كبيرة ...هل حزب الله يقاتل الارهاب ام يؤمن وصولهم الى المدن التي يريدونها ..؟ وللقصة بقية ..فقد بقيت قوات حركة (داعش) محتلة مساحات في الاراضي اللبنانية في (جرود بعلبك والقاع) واقترح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان يقوم الجيش اللبناني منفردا ..بتحريرها . واكد على قدرة الجيش القيام بهذه المهمة. وفعلا تحرك الجيش اللبناني بقواته المسلحة ودباباته وصواريخه وكامل معداته القتالية وبدأ المعركة ضد (داعش) كانت المفاجأة وما اكثر المفاجآت ان حزب الله اختار ان يحارب بجانب (الجيش السوري) من الاراضي السورية ولم يقف بجانب الجيش اللبناني..ولم يقاتل من الاراضي اللبنانية .بل دعا الى تنسيق مع الجيش اللبناني فرفضت القوات اللبنانية اي تنسيق . وقبل انتهاء المعركة فوجئ الجميع باجراء (مفاوضات) بين (حزب الله ) (والجيش السوري) من جهة مع حركة داعش..؟ وكأنما يريد سرقة النصر من الجيش اللبناني.المهم تمت المفاوضات وانتهت بسلام بالشروط التالية:- 1-تنسحب قوات (داعش) من الاراضي اللبنانية وعددها 308 مقاتلين مع عدد اخر من عائلاتهم.. والمدنيين.. الموجودين في لبنان مع 26 جريحا من قوات داعش. 2- تقوم (داعش) بالارشاد عن قبور جنود الجيش اللبناني التسعة التي خطفتهم واتضح انهم قتلوا وتم الارشاد عن قبور جثث ثمانية منهم فقط ..وتعذر البحث عن قبر الجندي التاسع. 3-افرجت( داعش) عن اسير واحد من حزب الله مع 3 جثث لقوات ايرانية 4- ركبت قوات داعش في 17 حافلة سورية مكيفة الهواء.. والجرحى ركبوا في احدى عشرة سيارة اسعاف سورية ..بحراسة حزب الله والنظام السوري الى (بوكمال) ومنها ينتقلون الى دير الزور على الحدود العراقية. غضب الجيش اللبناني من هذه المفاوضات فهو كان جاهزا للقضاء على داعش عسكريا خاصة وان الرقعة التي كانوا فيها حوالي 20 كم فقط والمعركة محسومة لصالح الجيش اللبناني فلماذا تصرف (حزب الله) هكذا..؟ بل ان الجانب العراقي غضب غضبا شديدا واعتبر هذا طعنة في الظهر. فكيف يسهل حزب الله الطريق الى عصابات ارهابية.. وهم ذاهبون لقتال الجيش العراقي بكل تأكيد.اسئلة كثيرة وردت على هذ الصرف من جانب (حزب الله) لعدة اسباب اهمها :- اولا – داعش حركة ارهابية قتلت الاف السوريين والعراقيين والاوروبيين فبدلا من قتالها او القاء القبض على من بقي من مقاتليها.ومحاكمتهم باعتبارهم قتلة ومجرمين.فما هو السر وراء المحافظة عليهم ونقلهم 400 كم بحراسة حزب الله. ثانيا :- كان افضل ان يلقى القبض على الباقيين من عصابة داعش وتقديمهم الى القضاء العادل فهم مجرمون وقتلوا المئات بل الالوف. ثالثا:- منذ قيام حركة داعش وحركة النصرة وهم يشيعون الارهاب والقتل والتدمير اينما ذهبوا ولم تفاوض داعش في تاريخها اي مخلوق على وجه الارض .فهم انتحاريون بحسب عقيدتهم الجهاد وهم لا يستسلمون ولا يفاوضون. وبقي سؤال يدور في خلدنا امام هذه الظاهرة الغريبة.. فان زمن المعجزات انتهى مع نهاية الرسل والانبياء ..عليهم صلوات الله وسلامه .اصبح واضحا للعين المجردة ان( الارهاب) الذي تمثله داعش وجبهة النصرة اكبر بكثير من داعش توجد دول كبرى ..(تحمي) هؤلاء الارهابيين ومن يعتقد غير ذلك يكون اصابه دوار في رأسه فأصبح لا يرى الاشياء على حقيقتها. الجيش اللبناني غاضب لان المفاوضات سرقت النصر الاكيد منه بل الاجماع الوطني والشعبي الذي التف حوله يشد ازره.واللبنانيون كلهم غضبوا لانهم يعتقدون ان حكومتهم لا علم لها بالمفاوضات. والجيش العراقي في منتهى الغضب فكيف يرسل حزب الله مقاتلين من داعش الى الحدود العراقية..؟فالجيش العراقي يعتبرها ضربة في الظهر ..
Opmerkingen