الصراع الخفي في سوريا ..بين الشيعة والعلويين

الصراع الخفي في سوريا ..بين الشيعة والعلويين؟

نعيش الامم لحظات ضياع في تاريخها خاصة اذا فقدت ثقتها بنفسها وفقدت هويتها وبدأت تتحالف مع دول تعتقد انها اكبر منها لتحميها او لتنفذ مخططاتها ونعتقد ان هذه دورة التاريخ فهذا وضع طبيعي وهو ما يشبه ما نعيشه الان ففي الوقت الذي يؤكد فيه بعض زعماؤنا ان هويتنا عربية ولا نتبع احدا نجد البعض الاخر من القادة يتحالف مع دول كبرى والبعض الاخر يقولها صراحة انه يتبع دولا غير عربية. وهذه طبيعة المكونات الاساسية لدولة عربية هي لبنان الشقيق فان لبنان ممزق بين من يؤكد عروبته وبين من يؤكد ان اصوله فينيقية واخرون يتحالفون مع فرنسا وحزب الله يتحالف في المقاومة والممانعة مع سوريا وايران..الخ.

لقد كثر النقاش في الاونة الاخيرة حول (حزب الله) فمن البعض من قال انه حزب عربي وانه جزء من حركة المقاومة والممانعة ضد اسرائيل الا ان اخرين ممن يعادون المقاومة والممانعة تشككوا في هذا ..خاصة عندما قال السيد حسن نصر الله في احد خطاباته انه جندي من جنود (الولي الفقيه)في طهران ..ولما لم نكن في حرب مع ايران فلم نبالي بما قاله السيد نصر الله ولم نستمع الي الاخرين خاصة وان (حزب الله) صمد في وجه العدوان الاسرائيلي على لبنان سنة 2006 بالرغم من ان اسرائيل اجبرته على اعادة قواته شمال نهر الليطاني بعيدا عن الحدود معها ولم يعد (حزب الله)قادرا على تقديم اي شيء لفلسطين .... فقد بدأت اسرائيل بقتل كبار قادته . اعتقدنا ان السيد (حسن نصر الله) ارسل قوات حزب الله ..الى سوريا لمساعدة الرئيس الاسد في القضاء على ثورة الشعب السوري . واهتزت صورة حزب الله في العالم العربي كثيرا فقد كانت صور نصر الله ترفع في ارجاء العالم العربي والاسلامي من مراكش الي اندونيسيا ..فهو قائد لبناني عربي الا ان ارسال قوات حزب الى سوريا جعل الشك يدور حول الحزب .. وبدأ نقاش حاد بين المثقفين العرب خاصة الفلسطينيين فهل هو حزب عربي حقا ..؟ام انه ذراع ايران..؟ توجد علامة استفهام ضخمة حول علاقة حزب الله الشيعي.. مع بشار الاسد والعلويين في دمشق خاصة وفي سوريا عامة .. فاذا نظرنا الى الساحة السورية فقط فقد زاد عدد القتلى من حزب الله عن 1600 قتيل و5000 جريح ..بحسب بيانات الحزب نفسه وفي الاسبوع الماضي تم اغتيال القائد (مصطفى بدر الدين )وهو قائد قوات حزب الله بالقرب من (دمشق) في حادث غامض..ويبدو انها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. فاصبح الشك يدور دورة غير عادية ..فقد سبق ان قتل (عماد مغنية) قائد قوات حزب الله في (دمشق)..بالرغم من ان المخابرات السورية هي التي كانت تحميه ..ولكنها للاسف هي التي قصرت في حمايته. ثم تم تصفية العديد من قيادات حزب الله قتلوا في (دمشق) في حوادث لم يكشف النقاب عن حقيقتها مثل(جهاد مغنية) و(سمير القنطار) الذي امضى في السجون الاسرائيلية 26 عاما .ولكن مقتل مصطفى بدر الدين( منفردا ) فجر الازمة الصامتة واصبحت قاسية جدا لدرجة ان الشيخ نعيم قاسم..نائب نصر الله.. قام بالتعليق على هذا الحادث الجارح والمفجع .واصدر حزب الله بيانا مكتوبا بدلا من خطاب نصرالله ..اتهم فيه المعارضة السورية المسلحة بانها اغتالت بدر الدين الا ان جميع منظمات المعارضة السورية المسلحة نفت هذا نفيا قاطعا .مما جعل البعض يتساءل هل هناك طرف ثالث ..؟ ترى هل اغتيال قادة حزب الله من الصف الاول وذوي المراكز الهامة في الحزب في (دمشق) وبطرق غامضه.. فهي تؤكد خيانة بشارالاسد ورجاله لمن جاؤوا لمساعدته لانه يعتقد انهم ينافسونه ولا يساعدوه ..؟ بالرجوع الي مخطط اليهودي القذر (برنارد لويس) لتقسيم العالم العربي سنة 1980 ووافق عليه الكونجرس الامريكي بالاجماع ..نجد ان تقسيم سوريا الي اربع دويلات هي :- 1-دويلة شيعية علوية على شاطىء البحر الابيض المتوسط وعاصمتها (اللاذقية) ) 2--دويلة دمشق السنية وعاصمتها (دمشق). 3- دويلة حلب السنية وعاصمتها(حلب). 4- دويلة الدروز في الجولان وعاصمتها (القنيطره) . ونلاحظ ان (برنارد لويس ) اعتقد ان العلويين هم طائفة من الشيعة فجمعهم في دولة واحدة ..وطبعا العلويون هم من النصيريين ..وليسوا من الشيعة. مما جعل البعض يعتقد مما سبق ان نصر الله كان يريد ان يحافظ على دولته في غرب سوريا ..على شاطيء البحر الابيض المتوسط بينما(بشار الاسد) يريد ان ينفرد العلويون بهذه الدولة وهي التي سموها( سوريا المفيدة ) اما باقي سوريا فهو ليس مفيدا.. ولا مانع من تدميره او تهجير سكانه ..المهم الدولة (الشيعية العلوية )على شاطيء البحر المتوسط ..فهي لمن ..؟ للشيعة تسيطر عليها قوات حزب الله..؟ ام للعلويين .. تسيطر عليها قوات الاسد ..؟ اما الحديث عن الارهاب والارهابيين فهو حديث لا اساس له من الصحة وهو مجرد خطابات في الهواء الطلق اما الحقيقة فهي المنافسة بين الشيعة والعلويين النصيريين ..في سوريا. هذا والله اعلم..هذه لعبة الامم وصراع الحضارات نشاهده في العالم العربي.