الاردن عصي على الكسر..؟
استقالت وزارة النسور وجاءت وزارة الملقي ثم استقال الملقي وجاءت وزارة الرزاز فالمشكلة لم تكن يوما مشكلة رؤساء وزارات المشكلة اعمق من ذلك وهي بكل بساطة تغيير النهج الاقتصادي الذي سرنا عليه فالمملكة الاردنية الهاشمية.. هي واحة للامن والاستقرار وسط لهب النيران من كل جانب ولهذا السبب بدأت الرماح تصوب على الاردن. لا نريد الخوض في ذكر اسمائهم.. فهي معروفة لكل اطفالنا .لذا كان (رؤساء النقابات) يتولون الدفاع عن الشعب الاردني..ويقودون الشارع الان فهم المثقفون ويجب عليهم ان يرفعوا الصوت عاليا الي (جلالة الملك) بعد ان تقاعسست الحكومات المتتالية عن خدمة المواطنين. فهم ابناء الوطن وحماته .خاصة وان البرلمان واعضاؤه نواب الشعب الذين انتخبهم الشعب للدفاع عنه اصبحوا في سبات عميق فلا يزورون المناطق التي انتخبتهم الا في موسم الانتخابات وذبح الخرفان والجمال مع المناسف واللحم البلدي.
والمؤلم غياب الاحزاب السياسية الاردنية عن الساحة والمفروض اننا في بلد تسود فيه الديمقراطية وعمودها الفقري الاحزاب السياسية.. لكن يرجع السبب الي قانون الانتخاب (الصوت الواحد) فقط لكل مواطن... وبتالي تكونت تحالفات ضعيفة بعد ظهور نتائج الانتخابات.. وهي (تحالفات مصلحة) اكثر منها تحالفات ايدلوجية.مما جعلها تفقد قدرتها على ان تكون احزابا جماهيرية
.لم يعد خافيا ان الحكومات المتتالية.. اوصلتنا الي ما نحن فيه الان . فالبلاد مدينة بحوالي 36 مليار دينار وهذا يقترب من 95% من الانتاج الوطني.. وكثير من المصانع اغلقت في المدينة الصناعية في سحاب من ضواحي عمان .والفقراصبح ظاهرة مخيفة فهو في كل بيت..والبطالة منتشرة بشكل غير مسبوق .
ويبدو وكان الاردن دخل في صراع الطبقات.. فاصبحنا طبقتين فقط الاولي فوق السحاب..وهم فئة كبار المسؤلين وكبار التجار ويطلق عليهم(الحيتان ) وهم سكان الفيلل والقصورفي الضواحي الغربية لعمان ويطلقون عليهم سكان الابراج العاجية.
اما( الطبقة الثانية) وهم غالبية المواطنين من صغار الموظفين.. ومن عامة الشعب وهم العمود الفقري للدولة الاردنية.. ويعلم الله حالهم.ولقد اختفت الطبقة الوسطى.. في المجتمع نتيج تغول الطبقة الاولى طبقة الابراج العاجيه اضافة الي الغلاء الفاحش والتضخم والبطالة بين الشباب خاصة العزاب منهم وهم الذين لا يستطيعون تدبير مهر العروس وتكاليف الزواج.
الفقر ليس عيبا ..ولكن العيب على من يتولى المسؤلية ان يعتمد على للقروض.. والمنح وهذا ما سارت عليه الحكومات المتتالية.. بالرغم من تغير المواقف الدوليه بل ظهور الدول الاقليمية.. التي تسيطر على الشرق الاوسط وما ترتب على ذلك من عدم الاهتمام.. بالصداقات التقليدية وذوي القربى.. بل اصبحت تحالفات مصالح
الا ان (الحكوماة الحالية) والتي سبفقوها.. لم ينتبهوا الي تغير الزمن وضرورة الاعتماد على النفس.. اكثر من الاعتماد على المنح والقروض من الدول الشقيقه او من (صندوق النقد الدولي).. الذي يفرض شروطا قاسية على الدول المدينة...بل انه سب المشاكل باستمرار لمصلحة الدول الاستعمارية. وكان الاجدر بتلك الحكومات التي تتولى المسؤلية ان تبادر الي خلق (فرص لعمل) المواطنين .(ودعم المزارعين) بل مساعدتهم على استخدام الالات المتقدمه في الزراعة بدلا من الزراعة اليدوية التي عفا عليها الزمن.(وتشجع الصناعات) القائمة بل تحاول ادخال المزيد خاصة ونحن دخلنا (عصر المعرفه) والكمبيوتر والانترنت والمؤسف ان الحكومات تركت (القطاع الخاص) يعتمد على نفسه ويتحمل العبء كاملا بمفرده فلم يستطع عمل الكثير
عندما عجزت الحكومات عن جلب المنح والقروض لتغير الزمان لجأت الي (الخصخصة) بحجة احضار شريك استراتيجي فباعت الفوسفات والبوتاس..الخ. ..
واخيرا لجات الي (جيوب المواطنين) فرفعت الاسعار بشكل مذهل رفعت اسعار المحروقات والكهرباء والماء وحتى الخبز وصلت اليه..
وفي هذا الجو الخانق فاجاتنا الحكومة بتقديم (قانون الضرائب) وغطته بهالة من الفوائد للمواطنين.. التي لم تقنع احدا .فكان هذاا القانون هو (القشة التي قصمت ظهر البعير).. فقانون الضرائب مثل (جبل الثلج) لا يظهر منه الاالجزء الاعلى منه واغلبه يكون في الماء.. فالضرائب مشروعة في جميع انحاء العالم.. فهي واجب على المواطنين.. ولكن الواجب يقابله حق..مما جعل المواطنين يسالون ماذا قدمت الحكومة لهم ...؟ العلاج.. فالمستشفيات الخصوصية منتشرة في البلاد ولكن اجورالاطباء وثمن الادوية.. ليست في مقدور المواطنين .اما (التعليم) فالمدارس والجامعات الاهلية تملأ البلاد.. والاقساط فلكية. (والشوارع) مليئة بالحفر (وشبكة المياه) مهتراة بل لا تصل الا يوما واحدا في الاسبوع. والكهرباء) حدث ولا حرج ..والغلاء مخيم في كل مكان فاسعار الخضروات والفواكه اصبحت بسعر الدواء..
اننا نؤمن (بصلابة الاردن) فقد مر( بازمات) اكبر .ولكن حكمة( القيادة الهاشمية) دائما مع( رجالات الاردن) كفيلة بايجاد مخرج فلن ننزلق باذن الله ولن نصبح مثل الدول المجاوره كما يحلم الاخرون بعض
الازمة التي نمر بها هي ازمة اقتصادية بامتياز ازمة الفقر والبطالة والتضخم ..الخ..ونحن على ثقة من قدرتنا على حلها باسهل السبل بدلا من التعرض لضرائب جديده مثل:-
سمعنا تصريح سعادة سفير (الامارات العربية) في عمان قبل يومين.. عندما قال ان 16% من المستثمرين في الامارات هم(اردنيون) سواء في البورصات او العقارات. فلماذا لا نسهل قدومهم الي الوطن.. ومعهم الملايين..؟ لماذا لا تعمل الحكومة قانون للاستثمار يشجع ولا يطرد .
المشكلة هي (الرقم الوطني) الذي ابتدعه وزير الداخلية الاسبق( سلامه حماد). انهم بحجة انهم اردنيون لا يحملون (الرقم الوطني) اي جوازات اردنية بدون رقم وطني
قانون الضريبة الجديد من استيراد صندوق النقد الدولي حتى يحصل الاردن على قرض 300 مليون دولار.. المغتربون الاردنيون في الخليج وفي امريكا وفي اوروبا اذا جاؤا الي الاردن كفيلون بحل هذه الازمة فرض ضرائب على المواطنين بهذا الشكل غير المسبوق اجبرت المستثمرين العرب على بيع استثماراتهم والهروب من الاردن .على سبيل المثال رجل اعمال (اردني) له شركات في الامارات اشترى( فيلا) في عبدون (بمليون دينار) وعند تسجيلها باسمه رفصوا لان جواز سفره ليس فيه رقم وطني . .طبعا لن يستثمر شيئا اخر .
ليس صحيحا ان الاردن فقير بموارده الطبيعية فالارض مملوءة بالخيرات من معادن سواء الذهب والنحاس حتى كميات ضخمة من اليورانيوم.. وكذلك فان الاردن على بحيرة من النفط والغازفليس من المعقول ان تجد النفط والغاز غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ونحن محرومون من التنقيب على النفط في ارضنا والحجة دائما ممنوع البحث في ارضنا فلماذا لا نكسر كلمة ممنوع من القاموس وسوف نعيش في رفاهية مثل البلدان المجاورة باذن الله لا توجد سلطة او دولة تمنعنا من التنقيب في ارضناا
املنا في حكمة سيد البلاد بتغيير قوانين الاستثمار والغاء الرقم الوطني..والسماح بالتنقيب عن النفط والغاز والمعادن في ارض المملكة.. وسوف نذوق ترف باذن الله
حفظ الله الاردن.. ملكا.. وشعبا.. ووطنا..!
Comentarios